الجمعة، 12 فبراير 2010

مدينتي

في مدينة اسمها "الصليبيه" يبلغ ارتفاعها اربع امتار عن سطح الارض يمكنك مشاهدتها بالكامل من اي تله مرتفعه قريبه منها او عند اعتلائك سطح سيارتك لتتمتع بمنظرها الجميل و باضوائها الساحره ليلاً.

مدينة قلما تجد مثلها في عالمنا الآن فهي تنبض بالحياه كلما اقتربت منها وتحس بدفئها كل تجولت في شوارعها , مملوئه بسكانها الا حد الاشباع حتى انها تنافس اكبر المدن في العالم بكثافتها السكانيه J

بيوتها متحاضنه والحب يملئ جوانبها لبساطتها ورقة اهلها , تعيش حياتها الهادئه بعيداً عن الصخب الذي يلف العالم باسره.

فهذه ملامح .. لمدينتي الجميله التي اذوب عشقاً لها.

بدأت قصة هذه المدينه منذ اكثر من خمسين عاماً فهي ليست لنا وانما هي مملوكه للحكومه بكاملها وبنيت على اساس صرفها لموظفين الدوله وتم ذلك في أوائل السبعينات حسب علمي فقد ولدت فيها واعرف تفاصيلها وكل ما استجد عليها فافرح بشده عند بناء اي مرفق جديد فيها واحزن عند سقوط اي ورده منها ولو كانت ورودا موسميه نعرف نهايتها, لطالما تميزت بطابعها الخاص وباسلوب حياتها الذي لايعرفه الا سكانها فمن ينظر الينا من الخارج يضن اننا معدمون ولكن العكس صحيح فنحن مستمتعون بحياتنا ونتشارك هذه الفرحه وكأننا نعيش الكويت القديمه باسلوبها الساحر الذي ترق القلوب له وتحن اليه كلما كبرت مشاكلها.

لايتوظف شبابنا بسهوله ولا يكلمون دراستهم الا من استطاع الدراسه بالخارج على حسابه الخاص ويبقا الحال على ماهو عليه منذ الولاده وحتى الآن وكاننا معزولون عن العالم او نواجه فرض عقوبات علينا لذنب لم نقترفه ولكن هذا الوضع يزيد من تلاحمنا نظراً لاعتمادنا على بعضنا بكل شي فنفرح بشده لمن يستطيع كسر العقوبات وتحديها ويستطيع ايجاد عملاً يساعد به اسرته ويزيد من دخلها ويساعد به اصدقائه حتى ولو كانت ساعات العمل طويله جداً والعائد منها قليل فنشد من همته ونذكره بالعقوبات التي نواجهها وانه من الصعب ايجاد البديل لو فكر بالتخلي عنها فيبقى آبائنا هم المعيل الاول لنا .

لانشعر بالحزن لان الظروف التي لم نتدخل في حياكتها جعلتنا نعيش حياتنا الخاصه فهناك رابط يربطنا جميعاً وظروف قلما يقال عنها انها وحدة افكارنا رغم اختلاف اعراقنا فلا يزال الابناء يرجعون الى البيت مبكراً بعد يوم شاق من العمل او السعي للحصول على عمل فيجد عائلته مجتمعه في غرفه واحد يملؤها الدفأ يضحكون ويخففون عنه احزانه فيشعر بالفرحه من داخله لهذا الحب الذي يحتضنه فالجميع يعلم الا اين انت ذاهب ومتى ستعود وعند تاخرك يتصل الجميع ليطمئنوا عليك فنحن طوال ايام السنه هكذا ولايغيب اي احد منا لاي سبب فنحن لا نسافر وليس لدينا بيوت اخرى نذهب اليها.

نعيش الكويت بحلاوتها وبطيبتها التي افتقدها الكثير والكثير من اهل الكويت فلنا نسيجنا الاجتماعي الذي لا نطلب تغيره ونتمنى ان تستمر ظروفنا هكذا فهي حياتنا نعيشها كيفما شئنا وتجربه رائعه تصقل همتنا وتعلمنا درساً لايتعلمه الا من يعيشه فالجمال يكون في داخلنا بعد نضوجنا ومعرفتنا اين وصل بنا الحال فالمستوى المعيشي المتوسط يخلق الطيبه في قلوب البشر نظرا لحاجتهم الدائمه لبعضهم البعض فلا غرور ولا حقد ولاحسد ولا تكبر بيننا فكلنا سواسيه ونتمنى الخير لبعضنا.